الموقع ومظاهر السطح-جيولوجية القارة الإفريقية -المناخ -السكان-الخصائص السكانية-الزراعة-الصناعة تعد قارة إفريقيا من أقدم وأكبر القارات في العالم، وهي تحمل في طياتها تنوعاً جغرافياً وثقافياً فريداً. بفضل مساحتها الشاسعة وموقعها الاستراتيجي، أصبحت إفريقيا قارة ذات أهمية كبيرة على الصعيدين البيئي والتاريخي. يميز سطحها الهضاب والجبال والسهول التي تجعل منها واحدة من أكثر القارات تنوعًا جغرافيًا على سطح الأرض.
الموقع الفلكي والجغرافي لقارة إفريقيا
تقع قارة إفريقيا بين دائرتي عرض 37 درجة شمالاً و5 درجات جنوباً، وبين خطي طول 51 درجة شرقاً و18 درجة غرباً. ويمر خط الاستواء في وسطها، بينما يقع مدار السرطان في قسمها الشمالي ومدار الجدي في قسمها الجنوبي. هذه المواقع الفلكية تجعل من إفريقيا قارة متنوعة من حيث المناخ والبيئة، حيث تتراوح مناطقها بين المناطق الاستوائية والصحراوية.
من الناحية الجغرافية، تقترب إفريقيا من قارة أوروبا عبر مضيق جبل طارق، الذي يبلغ عرضه حوالي 5 كيلومترات، ومن قارة آسيا عبر قناة السويس، التي تربط البحر الأبيض المتوسط بالبحر الأحمر. وبالرغم من أن إفريقيا تعتبر كتلة متماسكة، إلا أن شواطئها تتميز ببساطتها وقلة الخلجان، باستثناء بعض المناطق مثل خليج غينيا وخليج سرت وخليج مابوتو. كما تحتوي القارة على عدد قليل من الجزر، مثل جزيرة مدغشقر وجزر القمر، وشبه جزيرة الصومال.
مظاهر سطح قارة إفريقيا
الهضاب
إفريقيا تعتبر قارة قديمة التكوين، حيث تعرضت أراضيها عبر الزمن لعوامل التعرية التي ساهمت في تكوين الهضاب المنبسطة التي تهيمن على معظم مناطقها الداخلية. من أبرز هذه الهضاب هضبة الصحراء الكبرى، التي تمثل جزءاً كبيراً من الشمال الإفريقي. وتتميز هذه الهضاب بوجود بعض الجبال المنعزلة مثل جبال الأحجار وتيبستي ودارفور، إضافة إلى المنخفضات الكبرى مثل منخفضات النيجر وتشاد والكونغو والسدود في جنوب السودان. كذلك، تخترق هذه الهضاب العديد من الأنهار المهمة مثل النيل، الكونغو، الزامبيزي، والنيجر، والتي تسهم في إثراء الحياة النباتية والحيوانية في تلك المناطق.
الجبال
تحتوي إفريقيا على مجموعة من المرتفعات الجبلية التي تقع بشكل رئيسي عند أطراف القارة. في الشمال، نجد سلسلة جبال الأطلس، بينما في الغرب توجد مرتفعات فوتا دجالون وجبل الكاميرون. أما في الجنوب، فتسيطر جبال دراكنسبرغ على المشهد. وتمتد المرتفعات الشرقية من بحيرة ملاوي حتى البحر الأحمر، وتتضمن المرتفعات الإثيوبية وجبل رونزوري وجبل كيليمانجارو الذي يُعد أعلى قمة في إفريقيا بارتفاع يبلغ 5895 متراً. ومن المدهش أن هذه الجبال تغطيها الثلوج الدائمة رغم وقوعها بالقرب من خط الاستواء، ما يضيف سحراً خاصاً لطبيعة هذه المنطقة.
إضافة إلى ذلك، تنتشر في هذه المرتفعات مجموعة من البراكين النشطة والبحيرات الكبرى مثل بحيرات ملاوي وتانجانيقا وفيكتوريا وتوركانا، مما يجعلها مناطق ذات أهمية بيئية وجغرافية كبيرة.
السهول
تمتد السهول على طول سواحل القارة الإفريقية، ومعظمها ضيقة باستثناء السهول الواقعة عند مصبات الأنهار الكبرى. ومن أهم هذه السهول، سهول الكونغو والنيجر، وكذلك دلتا النيل التي تتميز باتساعها وخصوبتها، مما يجعلها من أكثر المناطق الزراعية أهمية في إفريقيا.
روابط التحميل
إفريقيا ليست مجرد قارة، بل هي عالم كامل من التنوع الجغرافي والبيئي. من هضابها الشاسعة إلى جبالها الشاهقة وسهولها الواسعة، تشكل تضاريس إفريقيا لوحة طبيعية معقدة وفريدة. فهم هذا التنوع الجغرافي يتيح لنا تقدير مدى ثراء هذه القارة وأهميتها في تشكيل الجغرافيا والتاريخ البشريين.
