القصيدة "عيد الأم" للشاعر محمود المراكبي تعبر عن مشاعر الابن نحو أمه في يوم عيدها، حيث يمتزج فيها الحب والعرفان مع ذكريات الطفولة والحنان الذي لا ينضب. الشاعر هنا يقدم لنا نصًا شعريًا نابعًا من قلب مليء بالامتنان، يظهر فيه دور الأم الكبير في حياة أبنائها وفضلها الذي لا يُضاهى.
شرح وتحليل القصيدة
القلب من أعماق وجداني هبت بالشعر
في هذا البيت، يعبر الشاعر عن مشاعره العميقة تجاه والدته، حيث يصف حبه لأمه الذي ينبع من أعماق قلبه. إنه الحب الذي دفعه لأن ينظم الشعر في مدحها، كأن الشعر نفسه يستجيب لندائه ليعبر عما في داخله.
عشش حب أمي في أعماقي حتى امتزج بدمي فصار يجري في شراييني
في هذا البيت، يُظهر الشاعر مدى ارتباطه العاطفي بوالدته، حيث أصبح حبها جزءًا لا يتجزأ من كيانه، يجري في عروقه وكأنه دم ينبض في قلبه. هذه الصورة توضح كيف أن حب الأم لا يتوقف عن النمو والتجذر في أعماق النفس.
في عيد أمي وفي أفاق روضتها صدحت علي أوفي بعض عرفاني
يشير الشاعر إلى عيد الأم كفرصة للتعبير عن الامتنان والعرفان بالجميل. فهو يرى هذا اليوم كوقت مناسب ليصدح بصوته ويعبر عن حبه لأمه، محاولًا أن يوفي بعضًا من حقها عليه.
وفي هذا اليوم تحتفل الدنيا بقدوم فصل الربيع فصل الجمال والخضرة
يُجسد الشاعر فكرة التقاء عيد الأم مع فصل الربيع، ليعبر عن جمال المناسبة وأثرها البهيج في النفوس. عيد الأم يتزامن مع موسم الأزهار والعطور الطبيعية، وكأن هذا التلاقي يضيف إلى أجواء الفرح والاحتفال.
لو أن حادثة باتت تورقني لبات طرفك مضنى غير وسنان
يشيد الشاعر بتفاني أمه وحرصها على راحته، فهي تسهر وتقلق إذا ألمّ به أي مكروه، حتى لو كان ذلك على حساب راحتها ونومها. يصف كيف أن حب الأم وحنانها يجعلها دائمًا مستعدة لتحمل عناء الأبناء مهما كان ثقيلًا.
إذا عزفت غضوبا كنت باسمة ووجهك الطلق بالغفران يلقاني
يتحدث الشاعر عن تسامح أمه وحلمها، فهي دائمًا ما تستقبله بوجه مبتسم حتى في أوقات غضبه. هذا التسامح يعبر عن عظمة الأم وقدرتها على احتواء الأبناء بكل ما يمرون به من حالات نفسية.
فلو إنني يا أمي أكثرت وبالغت في مدحك وشكرك وتعديد أفضالك علي وإحسانك إلي لما وفيث بعض مكرمة من مكارمك الكثيرة
في هذا البيت، يؤكد الشاعر أن مهما كتب من كلمات، فلن يستطيع أن يوفي أمه حقها أو يشكرها بما يكفي. الأم تبقى رمز العطاء غير المحدود، ولا يمكن لأي ابن أن يرد جزءًا مما قدمته له.
فيا أماه أنت كل حياتي؛ لأنك أنت السبب في وجودي في هذا العالم، وأنت التي جعلت مني إنسانًا بتربيتك لي تربية فاضلة وتعليمي ما يفيدني في الحياة
هنا، يشكر الشاعر والدته على كل ما قدمته له في حياته، من وجوده في هذا العالم إلى تربيته وتعليمه. الأم هي منبع الحياة والحنان، والشاعر يعبر عن امتنانه اللامحدود لكل تضحياتها.
تُظهر قصيدة "عيد الأم" لمحمود المراكبي العلاقة العاطفية العميقة بين الأم وابنها، حيث تعكس الكلمات مشاعر الحب، العرفان، والامتنان التي تفيض من قلب الابن. من خلال وصف دقيق ولغة مؤثرة، يبين الشاعر كيف أن الأم هي أساس الحياة وسبب الوجود، فهي تستحق كل الشكر والثناء في كل لحظة وليس فقط في عيدها. القصيدة دعوة لتقدير الأمهات والاعتراف بدورهن العظيم الذي لا يمكن لأحد أن ينساه.
